کد مطلب:239431 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:151

نظرة عامة
لا نرید فی هذا الفصل أن نعرض لأنواع القبائح، التی كانی العباسیون یمارسونها ؛ فان ذلك مما لا یمكن الالام و استقصاؤه فی هذه العجالة .

و انما نرید فقط أن نعطی لممحة سریعد عن سیرتهم السیئة فی الناس، و مدی اضطهادهم و ظلهم لهم، و جورهم علیهم، الأمر الذی أسهم اسهاما كبیرا فی كشف حقیقتهم، و بیان واقعهم أمام الملأ.. حتی لقد قال الشعراء فی وصف الحالة العامة فی زمن خلفائهم الشی ء الكثیر ؛ فمن ذلك قلو سلیم العدوی فی الثورة علی الوضع القائم :

حتی متی لا نری عدلا نسر به

و لا نری لولاة الحق أعوانا

مستمسكین بحق قائمین به

اذ تلون أهل الجور ألوانا

یا للرجال لداء لا دواء له

و قائد ذی عمی یقتاد عمیانا [1] .

و قال سدیف :



[ صفحه 108]



انا لنأمل أن ترتد ألفتنا

بعد التباعد و الشحناء و الاحن

و تنقضی دولة أحكام قادتها

فینا كأحكام قوم عابدی وثن

فكتب المنصور الی عبدالصمد بن علی بأن : یدفنه حیا ؛ ففعل [2] .

و قد ذكر أبوالفرج أبیاتا كثیرة بالاضافة الی هذین البیتین، و نسبهایحیی بن عبدالله بن الحسن، بحضرة الرشید، الی عبدالله بن مصعب الزبیری، و من جملتها قوله :

فطالما قد بروا فی الجور اعظمنا

بری الصناع قداح النبع بالسفن [3] .

و قال آخر، و هو أحمد بن أبی نعیم، الذی نفاه المأمون بسبب هذا البیت الی السند :

ما أحسب الجور یقتضی و علی الناس أمیر من آل عباس [4] .

و قد تقدم قول أبی عطاء السندی، المتوفی سنة 180 ه :

یا لیث جوربنی مروان دام لنا

و لیت عدل بنی العباس فی النار

و قال الدكتور أحمد محمود صبحی : « .. لكن ذلك المثل الاعلی للعدالة، و المساواة الذی انتظره الناس من العباسیین، قد أصبح و هما من الاوهام، فشراسة المنصور و الرشید، و جشعهم، و جور أولاد علی بن



[ صفحه 109]



عیسی، و عبثهم بأموال المسلمین، یذكرنا بالحجاج، و هشام :، و یوسف ابن عمرو الثقفی، و عم الاستیاء أفراد الشعب، بعد أن استفتح أبوعبدالله، المعروف ب « السفاح »، و كذلك المنصور بالاسرافی فی سفك الدماء، علی نحو لم یعرف من قبل» [5] .

و یقول صاحب امبراطوریة العرب : « .. أنه بالرغم من أن جیش خراسان هو الذی أوصل العباسیین الی الملك، فان الفتن فی خراسان ظلت قائمة فی عهد العباسین ، كما كانت فی عهد الامویین . و كان الشعار الذی رفعه الخراسانیون الآن : أنهم هم الذین أوصلوا « آل البیت » الی الحكم، لاقامة عهد من الرحمة و العدل، لا لاقامة عهد آخر من الطغیان، المتعطش الی سفك الدماء .. الی أن یقول :

لكن الشی ء الذی لا ریب فیه : هو أن الاحلام باقامة عهدالسلام و العدل، التی كانت السبب فی الثورة العامة ضد الامویین قد تبخرت الآن، و لو لم یكن العباسیون أسوا حالا من الامویین، فانهم لم یكونوا - علی أی حال - خیرا منهم» [6] و قریب منه كلام غیره [7] .

و ستأتی فی فصل : آمال المأمون الخ .. عبارة فان فلوتن الهامة، و القیمة عن الحكم العباسی، و سیاساته مع الرعیة .. فانتظر ..

و لعل قصیدة أبی العتاهیة، التی مطلعها :

من مبلغ عنی الاما

م نصائا متوالیة



[ صفحه 110]



تعبر تعبیرا صادقاعن الحالة العامة، التی كانت سائدة آنذاك، و هی معروفة و مشهورة، و مذكورة فی دیوانه ص 304 . و هی بحق من الوثائق الهامة، المعبرة عن واقع الحیاة فی تلك الفترة من الزمن ...


[1] المستطرف ج 1 ص 97، و طبيعة الدعوة العباسية ص 272، و ضحي الاسلام ج 2 ص 37.

[2] راجع : العمدة لابن رشيق ج 1 ص 76 ،75، و العقد الفريد، طبع دار الكتاب العربي ج 5 ص 87، و هامش طبقات الشعراء ص 41.

[3] مقاتل الطالبين ص 477 ،476.

[4] راجع : و فيات الأعيان، ترجمة يحيي بن أكثم، و مروج الذهب ج 3 ص 435، و ضحي الاسلام ج 2 ص 38، و نهاية الارب ج 8 ص 175، و طبيعة الدعوة العباسية ص 273، و طبقات الشعراء ص 387، لكنه نسبه لابن أبي خالد، لكن في العقد الفريد ج 6 ص 418، قد نسب يحيي بن أكثم هذا البيت الي دعبل . و فيه : أنه هو الذي نفي الي السند.

[5] نظرية الامامة ص 381 . لكن كنية السفاح هي : « أبوالعباس »، لا أبوعبدالله . و عبدالله هو : اسمه، و اسم المنصور أيضا، الذي كان أكبر من السفاح.

[6] امبراطورية العرب ص 452.

[7] راجع : حياة الامام موسي بن جعفر ج 2 ص 162 عن كتاب : « النكبات » للريحاني ، و ضحي الاسلام ج 1 ص 127 حتي 131.